القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر المواضيع [LastPost]

الآينو...شعب اليابان الأصلي

    يورث الأجداد ما يملكونه لأحفادهم، بما في ذلك الأراضي...لذا فإنه من الممتع حقاً أن نبحث عن الشعوب الأصلية في الدول، كأرض اليابان التي يعرف شعبها الأصلي بالآينو، وهو الشعب الذي بنى معظم نوادي اليوغا، والحدائق، والأسواق.. فماذا تعرف عنهم؟

شعب الآينو هو أول شعب استوطن اليابان، ويعودون بأصلهم إلى شرق آسيا، وانتشروا في جزر كوريل  وهوكايدو في الماضي،  ولم يتم الاعتراف بهم إلا قبل عدة سنوات فقط، إذ أنهم قد عانوا من التهميش والإقصاء المقصودين من قبل حكومة اليابان، ويقصد بالآينو، أصحاب البشرة فاتحة اللون، ويتصفون غالباً بالشعر الطويل، والأجسام الضخمة، ويأتي لون بشرتهم نتيجة طبيعة عملهم، إذ أنهم في شبابهم غالباً ما يعملون في البحر، فيسبب التعرض لمياه البحر المالحة، ولأشعة الشمس اسمرار بشرتهم، أما حين يكبرون ويتقدمون بالسن فإن ألوان بشراتهم غالباً ما تعود للونها الطبيعي الفاتح.

تحمل جزيرتهم عديداً من الأسماء المشتقة من لغتهم، مثل كلمة سابورو التي يقصد بها النهر الكبير الجاف، وذلك بسبب قربها من نهر تويوهيرا، وتدعى الجزيرة بلغتهم الأصلية إيزوتشي، وتعني أرض الآينو، ويعتقد أن أصلهم يعود للمهاجرين المنغوليين، إذ دخلوا الجزيرة  اليابانية منذ القديم، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن ثقافة الآينو قد نشأت من اندماج عدة ثقافات أخرى في الأرخبيل الياباني، عددهم اليوم يتراوح بين 25000-200000إنسان، رغم عدم إجراء إحصاء دقيق لعددهم، فهم يحاولون إخفاء أصولهم، وعلاوة على ذلك فإن بعضهم لا يعرفون أن أصلهم يعود للآينو، فأهلهم في الأصل قد أخفوا عنهم حقيقة انتمائهم للآينو، في محاولة لحمايتهم.

يعرف شعب الآينو بأنه الشعب الأصلي في اليابان
يعرف شعب الآينو بأنه الشعب الأصلي في اليابان


كيف يعيش شعب الآينو؟

كانوا يعيشون مثل أي شعب بدائي اعتماداً على صيد الحيوانات، وجمع ثمار الفاكهة مستخدمين لذلك الأدوات المتنوعة، اعتماداً على نوع الفريسة، ويقومون بتجارة بدائية الملامح، إذ ينزعون فراء وجلود فرائسهم ليبادلوها مع الشعوب المجاورة لهم، وتميزت أجيالهم السابقة بأنهم كانوا تجاراً عظماء، بينما اتجه قسم آخر منهم للزراعة وكانوا يلجؤون لزراعة الأرض بمحاصيل مختلفة ومتنوعة لعدة مواسم، ومن ثم كانوا يتركون الأرض دون زراعة حتى لا تستنفذ كل مواردها، وكانوا يستقرون في الأراضي التي يشعرون بالأمان فيها، مثل ضفاف الأنهار والبحار، ويعيشون في قرى خاصة بهم، تضم عادة ما يقارب عشرة أسر، ولديهم مبان تستخدم كالمخازن، التي لطالما استخدمت لتجفيف الأسماك، وكذلك كانت تقام فيها أقفاص للدببة، وتتألف مساكنهم من غرفة واحدة، وتوجد فتحات في زوايا السقف، إذ تستخدم هذه الفتحات لإخلاء الدخان، وتحتوي مساكنهم على 3 نوافذ، إذ أنه رقم مقدس لديهم، ينام الرجال والنساء في غرف منفصلة، وحين يحل موعد وجبة الطعام، تجتمع الأسرة على حصيرة قرب المدفأة في وسط المنزل.

تقاليد موروثة:

كما يحتفل شعب الآينو بعيد الدببة، إذ يأسرون شبل الدب، والذي يعرف باسم الديسم في اللغة العربية، ويقومون بهذا العمل بشكل متوارث عن أجدادهم، لاعتقادهم أن الدب الميت يجلب لهم الرفاهية، ويقومون بهذا العادة شتاء، إذ لا تزال الدببة في سباتها الشتوي، وإن كان الديسم حديث الولادة، كانوا يقتلون الأمن ويتركون الدب الصغير.

يميل رجال شعب الآينو بعد بلوغ سن معينة لإطلاق شعرهم ويسمحون لشعرهم بحرية النمو، أما النساء فعادة ما يلجؤون بعد سن معينة كذلك، للقيام بالوشم على أجسادهن وذلك على الأجزاء الظاهرة منها، كالذراعين، الجبين، والشفة العليا، ويأتي ذلك من اعتقادهم بأن الوشم يبعد عنهم المرض، إذ أن شيطان المرض سيخاف منهم، بسبب الوشوم هذه، كما كانوا يظنون سابقاً أن الفتاة التي تتزوج قبل إجراء الوشم على جسدها، فإنها ستموت فور الزواج وتذهب للجحيم.

معاناة شعب الآينو:

عانى الآينو كثيراً نتيجة ممارسة اليابانيين وتهميشهم لهم، وصار شعب الآينو بذلك يشبه الهنود الحمر إذ تم تهميشه، وفقدوا معظم أراضيهم نتيجة احتلال اليابانيين لها، وأعيد توطينهم في أقصى شمال أرخبيل اليابان، إذ يتم اعتبارهم حاجزاً بشرياً ضد الروس في الشمال، ورغبة من اليابانيين في السيطرة على هذا الشعب الأصلي، فقد أجبرت السلطات اليابانية شعب الآينو على التحدث باليابانية، ومنعتهم من استخدام لغتهم الأصلية، محاولين بذلك طمس معامل هذا الشعب، بالإضافة لقيامهم بسلب أراضيهم مما أدى لوفاة الآلاف منهم،  فتناقص عددهم كثيراً، وبدأت ثقافتهم بالاندثار، كما قد عانوا من محاولة العلماء اليابانيين لدراستهم، إذ كانوا ينبشون قبورهم، ولا يعيدون هذه العظام التي يأخذونها للدراسة.

الاعتراف بشعب الآينو:

عام 1994، انتخب كايانو شيغيرو نائباً في البرلمان الياباني، كما أن سلاسل المانغا القصصية اليابانية بدأت بعد تلك الفترة بتسليط الضوء على الجانب الثقافي في حياتهم، وفي عام 1997 أعلن عن دعم تقاليدهم وتعزيز ثقافتهم، وكذلك تمييزهم عن الآخرين مما أدى لافتتاح العديد من المتاحف المخصصة لثقافتهم، كذلك فإن هناك صحيفة صارت تصدر بلغتهم، وكذلك فإن الكتب المدرسية التاريخية والجغرافية صارت تتطرق للتدريس عنهم، كما قد اعترف بهم عام2008 على أنهم الشعب الأصلي في اليابان، أما عام 2019 فقد تم تدعيم وضعهم القانوني، وتم الاعتراف بهم بشكل رسمي، وتمت مساواتهم مع اليابانيين بشكل رسمي.

 

reaction:

تعليقات